تخرجنا من الجامعة بمهاره جيده
للكتابة باللغة الإنجليزية والتي تميز خريجين جامعة البترول عن غيرهم والتي ركزت
عليها الجامعة في السنة التحضرية وبعدها بمقرر كتابة التقارير 214 والذي كان له
هيبة تفوق مقررات الرياضيات والفيزياء. كذلك متطلبات التقارير العلمية لمختلف
المقررات والبحوث. كان ينصحنا الدكتور ويلش ( مدرس 214) بانه يجب ان نجعل كتابة
التقارير عادة سواء طلبت منا او لم تطلب للتوثيق والمصداقية. كان ينصح بضرورة
كتابة تقرير عن كل مهمة او مؤتمر او رحلة عمل لتوثيق ما تم وتدوين الملاحظات
المهمة سواء أرسلتها لرئيسك او وضعتها في الملف للرجوع لها لاحقاً عند الحاجة. كان
يكرر علينا ان التقارير تحميك من المسائلات القانونية اذا كتبت تقرير ولو كان في الأرشيف.
التحقت بالعمل لدى وزارة الدفاع –
الاشغال العسكرية – إدارة متخصصة بتصميم وتنفيذ وصيانة مشاريع وزارة الدفاع. كان
اول تقرير كتبته في حياتي العملية تقرير من 3 صفحات بعد حضور احدى الندوات
الهندسية لمدة 5 أيام والذي ذكرت فيه ما تم عرضة من مادة علمية وختمت بانتقاد
الضعف الفني للندوة والمحاضرين مع اقتراحات للتطوير. قدمت التقرير باللغة
الإنجليزية لمدير القسم الذي ارسلني لحضور
الندوة. اطلع على التقرير وقال انه اكثر رائع ورفعه الي مدير الإدارة.
استدعاني مدير الإدارة بعد يومين حيث
وجدته غاضب وسألني: انت الي كاتب التقرير او احد كاتبه لك ؟ فقلت له انا كاتب
التقرير وكتبته لنفسي حسب ما علمونا بالجامعة واذا ما اعجبكم " شققوه"
واعطيته مسودة التقرير المكتوبة بخط يدي قبل الطباعة. قال تقريرك هذا بارفعه
للمدير العام قلت هذا الغرض من التقرير وانا مستعد للدفاع عن ما كتبت. وصل التقرير
الي المدير العام والذي اعجب به وعرفني به واصبح يوصي عليه ويعطيني أولوية في
الدورات التدريبة.
عرفت أهمية الكتابة باثر هذا التقرير
وأصبحت هوايتي في أوقات الفراغ ان اطلع على ملفات الخطابات والتقرير المكتوبة
باللغة العربية لأتعلم منها أسلوب وطريقة الكتابة. وكنت دائم التردد على مستشار
العقود في الإدارة لاستشارته في بعض أساليب الكتابة وانتقادي لاسلوب " الت
والعجن" وكنت اعيد صياغة بعض الخطابات بالأسلوب المباشر فقال لي مره ممتاز
انت تتبع الأسلوب العلمي المباشر الذي يعتمد على إيصال الفكرة بالنقاط المتدرجة
ويختم بالمطلوب، استمر عليه فهو الأفضل للمهندسين واهتم بتبسيط المواضيع الهندسية
ليفهما غير المهندسين وخاصة من أصحاب القرار.
بعد انتقالي للقطاع الخاص زاد شغفي
واهتمامي بالكتابة وتعلم اساليبها باللغة العربية والانجليزية لما لتأثيرها
المباشر والسريع على القدرة على البيع والشراء والعروض لأصحاب القرار والتي ينتج
عنها بيع او شراء معدات وصفقات مصانع بمئات الملايين و الأهمية الكبرى للمستندات وصيغتها
القانونية لحفظ الحقوق. التحقت بالعمل في احدى الشركات الصناعية الكبرى والتي كان
لمهارة الكتابة والعروض لأصحاب القرار دور كبير في تطوري المهني والوظيفي ويمكنني
ايجاز هذه المهارات في النقاط التالية:
1-
الاختصار في الخطابات والعروض أساسي لتغطية الموضوع
من حيث الحاجة والمبررات الفنية بأبسط ما يمكن لغير الفنيين. عروض اللجان الفنية
يمكن ان تحوي تفاصيل فنية اكثر لان أعضاء هذه اللجنة الفنية في الغالب فنيين
ويرغبون ويمكنهم فهم التعقيدات الفنية . أصحاب القرار في الغلب " سواقين
طاره" بمعني يعرفون أنواع السيارات ويستمتعون بالسواقه ولكنهم لا يرغبون
الدخول في تفاصيل ميكانيكا وكهرباء السيارة و موصفاتها الفنية.
2-
الأسلوب العلمي الذي يشرح الموضوع بأسلوب قصصي
بنقاط محدده بعيده عن المصطلحات الفنية وبلغة بسيطة تنقل المطلع بالتدريج الي ذروة
المشكلة وطرق الحل والقرار المطلوب.
3-
التبسيط والايجاز في الطرح يعتمد على الاعداد
الفني والفهم العميق للموضوع والذي يمكن العارض من شرح الموضوع الفني لغير الفنيين
بسهولة ويسر باستخدام امثلة يفهمها صاحب القرار. في احد المشاريع اختلف أعضاء مجلس
الإدارة لضرورة طلب اكثر من عرض لمعده بالغة التعقيد. حضرت الاجتماع وبادرني احد
الأعضاء: هل تتوفر هذه المعدة من اكثر من شركة ؟ قلت نعم فقال لماذا لم يطلب عروض
أسعار منهم؟ قلت له : لو عندنا سيارة لكزس تحتاج الي جير، لا نستطيع الا طلبها من
وكيل لكزس رغم توفر قيرات عند وكلاء السيارات الأخرى. هذه المعده عبارة عن قير
كبير جدا لا يتوفر الا عند الشركة المصنعة.
4-
أصحاب القرار ليس لديهم وقت للاطلاع او حتى فهم
العروض والتقارير الفنية المعقدة ويحتاجون فقط ان يفهموا الحاجة والمبرر والتكلفة
. كذلك يحتاجون ان يصلوا الي ثقة بان الإدارة التنفيذية على مستوى عالي من الفهم
الفني والحذاقه التجارية للحصول على افضل حلول فنية وافضل أسعار.
5-
يجب ان لا يزيد العرض على أصحاب القرار عن صفحه
واحدة مع توفر التفاصيل لمن يرغب فيها اذا احتاجها احد أصحاب القرار ويمكن عمل اجتماعات
تحضيرية لمن أراد للدخول في تفاصيل فنية او تجاري للحد من المناقشات الطويلة اثناء
اجتماعات اتخاذ القرار والتي في الغالب تسبب توتر في الاجتماع واحراج لمن يدخل في
تفاصيل ولا يستطيع الخروج منها.
6-
مع انتشار استخدام الجوال من المستحب ان لا يزيد طويل البريد الالكتروني المرسل عن
شاشة الجوال وبدون مرفقات والتي يجب ان ترفق عن طريق رابط يسمح بفتح الملفات
وتنزيلها للمخولين فقط تجنبا لفتح الملفات الكبيرة عن طريق الجوال وكذلك عدم
إمكانية فتح الملفات لو تم إعادة توجيه البريد لغير المخولين.
7-
خلال العروض يجب تجنب النقاشات الفنية العميقة والعروض
المطولة والتي قد يفهم منها ان الإدارة التنفيذية تتعمد اغراق أصحاب القرار
بمعلومات متخصصه. من يطلب التعمق في المعلومات الفنية او طريقة الشراء والترسية
يجدول له اجتماع خاص.
8-
عند استخدام شرائح العرض لا تزيد الشرائح عن 5
شرائح لتكسب انتباه الحاضرين وفهمهم. ويجب ان لا تحتوي الشرائج على نقاط كثيرة
مطولة ، اعتمد على الصور والرسومات لتوضيح الفكرة بأسرع ما يمكن بدون الحاجة الي قراءة
السطور من العرض.
9-
لا تدخل في جدال واذا ظهر جدال لا تكون طرف فيه ،
مهمتك ان تقنع لتحصل على قرار, دع مجلس الإدارة يحسم قراره بناء على ما عرضت. اذا
تم رفض العرض الموضوع عمل ولا تتوتر وتأخذ الموضوع شخصي.
10- سجل جميع
الملاحظات واقفل العرض بقراءة ما تم التوصل اليه ليتم تسجيله في محضر الاجتماع.
ارجوا اني استطعت ان أوضح أهمية الكتابة
والأسلوب القصصي من خلال ما ذكرت في هذه المقالة والتي حاولت ان استخدم ذات الأسلوب
في هذه المقالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق