الكثير
منا غير راضي عن مستوى تعليمنا العام وأنه لا يرقى إلى تعليم الأمم المتقدمة ولا
حتى الأمم التي تسعى للتقدم، والجواب الجاهز أن تعليمنا لم يقصر وخرج الكثير من
المبدعين من الطيارين والأطباء والمهندسين والفنيين والذين يضاهي مستواهم أقرانهم
خريجي تعليم الدول المتقدمة.
القول هنا أن مبدعينا من جميع أطيافهم
لا زلوا قلة لأنهم تخرجوا من نظام” الاصطفاء التعليمي” والذي لا يقبل في الطب أو
الجامعات والتخصصات المميزة (البترول مثلاً) إلا أصحاب المعدلات العالية ويدخلهم
في مراحل متعددة من "الكرف الأكاديمي" حتى يخرج منهم الغير المؤهل
بالاصطفاء إلى أن يخرج نخبة النخبة فيظهر تميزهم على أقرانهم.
شركة
ارامكو تدخل منسوبيها بعد الثانوية في نظام اصطفاء تعليمي بحيث لا يبقى إلا
المميزين ثم تختار من المتميزين القياديين وتستمر في رعايتهم إلى أن يصلوا إلى أعلى
المراتب.
نحتاج نظام تعليمي قوي يرفع
المبدع المتميز إلى أعلى الدرجات ويوجه الإنسان العادي إلى ما يناسب قدراته والتي
ليست بالضرورة أكاديمية، حاول التعليم الفني في بدايته تقليد النسخة الألمانية في
التعليم الفني ولكنه واجه أن احترام مجتمعنا للمهن اليدوية والفنية مغاير
تماماً لمفاهيم المجتمع الألماني وللأسف إلى الْيَوْمَ ورغم خريجي المعاهد الفنية
الكثر إلا أننا لازلنا نحتفل بوجود سباك وحداد سعودي.
نحتاج نظام تعليم علمي قوي
ينافس الأمم بجودة التعليم لا بعدد الخريجين والذين يتفاجؤون بأن شهاداتهم لا تسمن
ولا تغني من جوع، سألت أحد أساتذة الجامعات عن سبب تردي مستوى خريجين الهندسة في
جامعته، فأجاب: لسنا جامعة البترول ولو طبقنا معاييرها لم ينجح أحد، قلت له والله أن
الأفضل أن تقفل التخصصات التي لا تستطيعونها لأنكم سببتها أزمة لخريجينكم لأنهم
يعتقدون أنهم مهندسين والوقع أنهم ليسوا كذلك والذي ينعكس على نفسياتهم وتقبلهم
لوضعهم مقارنة بأقرانهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق