الاثنين، 3 فبراير 2014

انتخابات هيئة المهندسين....... انه الدعم المالي ياشاطر

كثر اللغط مؤخراً حول انتخابات هيئة المهندسين واعتراض الغالبية على مقترح وزارة التجارة إلغاء الانتخابات واستبدالها جزئياً أو كلياً بالتعيين.

 وبعد تفكير طويل قررت أن أدلي بدلوي حول هذا الموضوع الشائك وأول ما خطر ببالي كلمة بيل كلنتون في أحد الخطب الانتخابية موجهة كلامه إلى غريمه الرئاسي: إنه الاقتصاد يا غبي والتي أصبحت مثال في تركيز أهمية الاقتصاد في الحياة العامة، وقد استعرت عنوان مقارب لمقولة كلنتون لهذه المقالة مع بعض التغيير للضرورة العربية التي تستهجن الغباء في أدبياتها.


كان لي شرف قيادة فريق عمل الإشراف على انتخابات هيئة المهندسين مع فريق رائع قمنا بقيادة العملية الانتخابية من أولها إلى آخرها، وما سوف أسطره في هذه المقالة نتج من ما تعرضت له مع زملائي أعضاء اللجنة من خبرات، كذلك شاركت في لجنة التحقيق التي كلفت بالتحقيق في ممارسات المجلس السابق والتي تكللت بتقرير تفصيلي تم اطلاع الجمعية العمومية عليه في حينة.
بدأت الهيئة بداية هزيلة جداً بسبب عدم وجود أي دخل لها عدى الاشتراكات التي لم تكن بالكاد تغطي تكلفة طباعة مجلة الهيئة الهزلية هي الأخرى، حاول مجلس الإدارة المنتخب الأول الحصول على دعم حكومي للهيئة فتم الرفض بحجة أنها هيئة مستقلة منتخبة أو بمعنى ((يالله ورونا شطارتكم يا مجلس إدارة الهيئة واجمعوا اشتراكات ممن انتخبكم لتكونوا مستقلين)). وهنا بدأت الافكار الهندسية لخلق دخل للهيئة وأول ذلك الاعتماد المهني والذي يدخل ٢٥٠٠نظير بطاقة بلاستك لا تكلف ١٠ ريال طباعة. وقد اعترضت عليه بشده واعتبرته مخالفة كبرى لمهمة الهيئة الأساسية وهي المهنية والتي لا تتحقق بطباعة بطاقة مهندس معتمد إنشائي وهو باعترافه لم يصمم جسر إنشائي في حياته المهنية التي قضاها في إعداد التعاميم وإشارة إلى عطفاً على، وقيل لي أنه الدخل يا شاطر من أين لنا بمرتب الأمين والموظفين، يعني الدخل غلب المهنية والتي هي الأصل في وجود الهيئة.

استمر العمل بهذا البرنامج في المجلس التالي لنفس الغرض وحتى مع وجود بدائل دخل مهنيه أخرى.

اتضح أن العملية الانتخابية كانت مرتع خصب لنوعين من المهندسين (الفاضي والشبعان)، وجدنا أن الكثير ممن رشح نفسه للانتخابات متقاعد يبحث عن ما يشغل يومه ويحاول أن يحقق بقية أحلام في الظهور الإعلامي التي لم يستطع تحقيقها قبل تقاعده، والتي عبر عنها أحد المرشحين بأنه لم يكن يعرفه أحد ولم يلبس بشت ويدخل مكاتب الوزراء إلا بفضل الهيئة. الشبعان، هو مِن مَن أنعم الله عليه بالمال الوفير ولم يستطع شراء الجاه الهندسي والذي وجده في الهيئة وظهورها الإعلامي.


لم تستطع الهيئة حتى الآن النهوض بمهنة الهندسة (رغم وجود الامكانيات من اعتماد شهادات المهندسين الأجانب والمرتبطة بالإقامة والتي توكلها لشركة من الباطن) مثل ما فعلت الهيئات المهنية الأخرى وذلك لما يحتاجه هذا النهوض من إمكانيات مالية ضخمة لن تستطيع الهيئة تحملها بدون قاعدة اشتراكات كبيرة من المهندسين الذين لن يشتركوا بدون دعم وتدريب مهني. (معضلة البيضة والدجاجة)
انخرط رئيس المجلس وأعضاءه الكرام في دور إعلامي يدغدغ أحلام المهندسين بالكادر الهندسي والذي ليس للهيئة علاقة به لأنه كادر وظيفي حكومي بينما الهيئة مهنية للجميع لرفع المستوى المهني والفني للمهندس ويترك لخياراته وخيارات السوق في التوظيف، وأصبح رئيس الهيئة يصدح بكل انفعال في كل محفل ما فعله ويفعله لنصرة المظلومين والمهمشين من المهندسين السعوديين، رغم أن كل الاحصائيات تدل أن المهندسين السعوديين لا زالوا رقم قبل الفاصلة في رحلة التنمية السعودية لانخفاض عددهم وعدتهم الفنية، وأصبحت الهيئة صاحبة الأداء الإعلامي أكثر من  الأداء الهندسي. ومقارنة بسيطة لظهور رئيس هيئة المحاسبين ورئيس هيئة التخصصات الطبية مع رئيس هيئتنا يجد الفرق الشديد، لماذا كل هذا إنه صندوق الاقتراع والانتخابات يا شاطر  التي تتغذى على المادة الإعلامية.
اختم مقالتي هذه بخلاصة أنه لن يصلح هيئة المهندسين إلا ما اصلح الهيئات الأخرى وهو الدعم لحكومي القوي على حساب التخلي عن الانتخابات التي ليس لها أساس اشتراكات قوي مثل النقابات والجمعيات الهندسية الغربية التي تصل اشتراكاتهم بالملايين والتي عندما نصل عُشر تعدادهم يمكننا اللجوء للانتخابات كأداة تختار الصالح من قاعدة اشتراكات كبيرة  وليس الفاضي والشبعان. 

 

هناك تعليق واحد:

الأسلوب القصصي في الكتابة والعروض

تخرجنا من الجامعة بمهاره جيده للكتابة باللغة الإنجليزية والتي تميز خريجين جامعة البترول عن غيرهم والتي ركزت عليها الجامعة في   السنة التحض...