الثلاثاء، 9 يونيو 2015

#بعثتك_وظيفتك ومزارع القرع


يحكى أنه في زمن من الأزمان أصبح الناس يشتهون القرع ويبحثون عنه في كل مكان ويدفعون فيه أغلى الأثمان، وفي يوم من الأيام عاد مزارع فقير إلى زوجته وحكى لها كساد بضاعته وأن الناس لا يريدون إلا القرع، فقالت له لما لا تبيع لهم القرع، فعجب منها وقال كيف أزرع القرع وهو يحتاج الكثير من المال للبذور السماد والري وأنا لا أملك المال؟، فاقترحت عليه أن يقترض مالاً من الناس الذين يشتهون القرع.

 ذهب اليوم التالي للبحث عمن يقرضه وعاد آخر اليوم بدون مال لأن الناس يشترطون أن يسددهم قرع كبير، فقالت له زوجته: أوعدهم بما يرغبون من القرع الكبير ومن الآن إلى وقت الحصاد يخلق الله مالا تعلمون.

تذكرت هذه القصة عندما اطلعت على تفاصيل مبادرة وزارة التعليم #بعثتك_وظيفتك ولم أجد إلا الهاشتاق في تويتر وصور لوزير التعليم مع وزير الصحة وكذلك مع مدير الصناعات الحربية يوقعون على اتفاقيات #بعثتك_وظيفتك، لم نرى أي إعلان أو تفاصيل لهذه الاتفاقيات والتي أراها وعود فقط بتوظيف الخريجين إذا تخرجوا ولم أرى أي أثر لخبرات ارامكو وسابك في الابتعاث الخارجي والداخلي والذي يعتبر من أنجح برامج الابتعاث في المملكة، هل سيتم متابعة المبتعثين من قبل وزارة الصحة مثلما تفعل ارامكو؟ هل ستصرف لهم رواتب خلال فترة الابتعاث؟ أشك في ذلك لأنها غارقة في إدارة مستشفياتها وبالكاد تفعل وبتقدير أقل من مقبول.

معالي وزير التعليم أرجوك عدم إضاعة الوقت في البحث عن وظائف لمن لم يتخرج بعد لأنه ليس من عمل وزارتك التي يجب أن ينصب جهدها على التعليم الذي هو أساس للتوظيف، نحتاج تعليم أساسي علمي يرفع من قدرات الطلبة في الرياضيات والعلوم حتى يتمكنوا من الاستمرار والابداع في التخصصات العلمية بالأعداد التي يحتاجها الوطن، نحتاج أطباء ومهندسين وفنيين بأعداد مهولة لن نتمكن من تحقيقها ومبتعثينا يغيرون تخصصاتهم بعد أول اختبار رياضيات وفيزياء، لن ينجح نظام التعليم بهاشتاق في توتير أو حفلات التصوير مع الوزراء وتوقيع اتفاقيات وكأنها اتفاقيات دولية وليست بين وزارة عملها الأساسي التعليم ووزارات يجب عليها أن توظف أبناء البلد، فلماذا الحاجة للاتفاقيات؟!!.

 

لدينا في القطاع الخاص ما يعرف بمؤشرات الأداء والتي نستخدمها في متابعة أداء الشركات على ضوء الميزانيات والوعود المرصودة واقترح على ولي الأمر أن يستخدم الوظائف الموعودة في #بعثتك_وظيفتك كمؤشر أداء لوزارة التعليم وجميع الوزرات المشتركة معها في هذا الوعد حتى لا ينطبق علينا قصة مزارع القرع.

الأحد، 17 مايو 2015

كارثة بناء : انهيار شدات الخرسانة اثناء الصب


انهيار مسجد تحت البناء....... انهيار مبنى اثناء الصب.......انهيار جسر اثناء الصب..........

أصبحت العناوين أعلاه متكررة في الأخبار بشكل ملفت، وللأسف حصدت وسوف تحصد مثل هذه الكوارث الضحايا من العمال المساكين، والغريب أننا لا نرى أي تحرك رسمي أو مهني للوقوف على هذه الكوارث وتحليلها والخروج بحلول وأنظمة مهنية هندسية لمنع تكرار.

أود من خلال هذه المقالة أن أساهم في عرض المشكلة وتقديم الحلول النابعة من خبراتي في مجال البناء والتشييد للثلاثين سنة الماضية واهتمامي الشخصي بالشدات الخرسانية لما وجدت لها من أهمية في أعمال البناء.

كانت المنازل والمشاريع ذات بحور (مسافات بين الأعمدة/الجدران) لا تزيد عن 4 أمتار في الغالب وارتفاع أسقف لا يزيد عن 3متر، والذي ترتب عليه تصاميم أسقف خرسانة اعتيادية ذات أوزان يمكن للشدات والدعامات الخشبية أن تتحملها والتي لا تخضع لأي حسابات هندسية وإنما لخبرات ومهارات النجارين، نعم بدون حسابات هندسية لأن جميع عناصر الشدة من دعامات وبلايوت لا يمكن تحديد قدرات تحملها للأوزان إما لعدم انتظام مقاطعها أو لقدمها وهذا بالإضافة إلى عدم وجود أنظمة حسابات إنشائية تحكم هذه المواد.

مع التطور التقني لأنظمة البناء وأنظمة الحسابات الإنشائية باستخدام الحاسب الآلي وحاجة المشاريع إلى بحور وارتفاعات عالية، أصبح تنفيذ هذه المشاريع هو العرف السائد بمسافات تزيد عن 8 أمتار وارتفاعات تصل إلى 10أمتار والذي بدوره زاد سماكات الخرسانة (بلاطات وجسور) وحديد التسليح. تطورت الشدات عالمياً لتناسب الأحمال والتقنيات الحديثة والتي يمكن معها عمل تصميم هندسي متكامل للشدة تناسب أحمال النظام الإنشائي للمشروع، مع الأسف الشديد لم تتطور أنظمة شدات وأنظمة الصب والتدعيم للخرسانة واستمر سوق المقاولات يعتمد اعتماد كبير على الشدات الخشبية وأصبحنا لا نرى الشدات المتطورة إلا في مشاريع الحرمين والمشاريع الكبيرة، بينما الكثير من المشاريع الحكومية بما فيها مشاريع الجسور (أحدها في وسط مدينة الخبر) لازالت تستخدم الشدات الخشبية العادية.

 

أحد الأسباب الرئيسية لعدم استخدام الشدات الحديثة والمصممة بشكل مناسب لكل مشروع هو عدم إدراج أي مواصفات أو متطلبات خاصة للشدات في العقود، وذلك للعرف السائد بأن تقتصر مواصفات ومخططات المشاريع على وصف المنتج النهائي المطلوب ولا يتم التطرق لطرق الإنشاء والأدوات التي يجب للمقاول استخدامها وتترك للمقاول لاستخدام ما يستطيع اتقانه وفتح باب المنافسة بين المقاولين لتقديم اقل تكلفة عدد معدات بناء تمكنه من كسب المشروع، يمكن أن يكون هذا مناسب للمشاريع العادية أما المشاريع الكبيرة التي بها تحديات هندسية وإنشائية كبيرة فيجب أن يتم تحديد طريقة التنفيذ والتي منها وأهمها تحديد توعية الشدات ومراحل العمل.

وأرى بأن غياب دراسات طرق التنفيذ (Constructability Study ( في مرحلة التصميم أحد أسباب حدوث الانهيارات للشدات وذلك لأن المصمم لا يأخذ في الاعتبار طرق الصب وقدرة الشدات المعدنية لتحمل الاحمال وخاصة عند تصميم جسور عميقة وقبب مرتفعة والتي تحتاج إلى طرق صب مختلفة تناسب أحمال وارتفاعات هذه الأنظمة، في أحد المشاريع رفض مقاول متخصص تنفيذ شدات معدنية للصب وتم تغيير نظام الصب إلى البريكاست للجسور والذي ساهم في تخفيض التكاليف.

 ولتفادي الكوارث الناتجة أرى ضرورة الآتي:

-      تبني مواصفات صارمة للشدات الصب وأن يتم فوراً منع استخدام الشدات الخشبية للمشاريع التي تزيد ارتفاعها عن 3 أمتار التي يجب أن يستخدم فيها الشدات المعدنية على أن يتم تقديم حسابات هندسية لهذه الشدات يعتمدها الاستشاري قبل الصب.

-      إدراج دراسات طرق التنفيذ Constructability Study ضمن مجال عمل التصميم الهندسي.

الأسلوب القصصي في الكتابة والعروض

تخرجنا من الجامعة بمهاره جيده للكتابة باللغة الإنجليزية والتي تميز خريجين جامعة البترول عن غيرهم والتي ركزت عليها الجامعة في   السنة التحض...