يحكى أنه في زمن من الأزمان
أصبح الناس يشتهون القرع ويبحثون عنه في كل مكان ويدفعون فيه أغلى الأثمان، وفي
يوم من الأيام عاد مزارع فقير إلى زوجته وحكى لها كساد بضاعته وأن الناس لا يريدون
إلا القرع، فقالت له لما لا تبيع لهم القرع، فعجب منها وقال كيف أزرع القرع وهو
يحتاج الكثير من المال للبذور السماد والري وأنا لا أملك المال؟، فاقترحت عليه أن
يقترض مالاً من الناس الذين يشتهون القرع.
ذهب اليوم التالي للبحث عمن يقرضه وعاد آخر
اليوم بدون مال لأن الناس يشترطون أن يسددهم قرع كبير، فقالت له زوجته: أوعدهم بما
يرغبون من القرع الكبير ومن الآن إلى وقت الحصاد يخلق الله مالا تعلمون.
تذكرت هذه القصة عندما
اطلعت على تفاصيل مبادرة وزارة التعليم #بعثتك_وظيفتك ولم أجد إلا الهاشتاق في تويتر
وصور لوزير التعليم مع وزير الصحة وكذلك مع مدير الصناعات الحربية يوقعون على
اتفاقيات #بعثتك_وظيفتك، لم نرى أي إعلان أو تفاصيل لهذه الاتفاقيات والتي أراها
وعود فقط بتوظيف الخريجين إذا تخرجوا ولم أرى أي أثر لخبرات ارامكو وسابك في
الابتعاث الخارجي والداخلي والذي يعتبر من أنجح برامج الابتعاث في المملكة، هل
سيتم متابعة المبتعثين من قبل وزارة الصحة مثلما تفعل ارامكو؟ هل ستصرف لهم رواتب
خلال فترة الابتعاث؟ أشك في ذلك لأنها غارقة في إدارة مستشفياتها وبالكاد تفعل
وبتقدير أقل من مقبول.
معالي وزير التعليم أرجوك
عدم إضاعة الوقت في البحث عن وظائف لمن لم يتخرج بعد لأنه ليس من عمل وزارتك التي
يجب أن ينصب جهدها على التعليم الذي هو أساس للتوظيف، نحتاج تعليم أساسي علمي يرفع
من قدرات الطلبة في الرياضيات والعلوم حتى يتمكنوا من الاستمرار والابداع في
التخصصات العلمية بالأعداد التي يحتاجها الوطن، نحتاج أطباء ومهندسين وفنيين
بأعداد مهولة لن نتمكن من تحقيقها ومبتعثينا يغيرون تخصصاتهم بعد أول اختبار
رياضيات وفيزياء، لن ينجح نظام التعليم بهاشتاق في توتير أو حفلات التصوير مع
الوزراء وتوقيع اتفاقيات وكأنها اتفاقيات دولية وليست بين وزارة عملها الأساسي التعليم
ووزارات يجب عليها أن توظف أبناء البلد، فلماذا الحاجة للاتفاقيات؟!!.
لدينا في القطاع الخاص
ما يعرف بمؤشرات الأداء والتي نستخدمها في متابعة أداء الشركات على ضوء الميزانيات
والوعود المرصودة واقترح على ولي الأمر أن يستخدم الوظائف الموعودة في #بعثتك_وظيفتك
كمؤشر أداء لوزارة التعليم وجميع الوزرات المشتركة معها في هذا الوعد حتى لا ينطبق
علينا قصة مزارع القرع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق