الجمعة، 24 يونيو 2011

الولاء ام الاداء ؟ في الشركات العائليه

تَغْلب سيطرة الشركات العائلية على أغلب قطاعات صناعة مواد البناء في المملكة، وقد حدثني أحد الأصدقاء ممن يملك شركة عائلية في مجال صناعة البناء عن قلقه على مستقبل شركته كونه من الرعيل المؤسس ويرغب في المحافظة على نمو ونجاح شركته على المدى القريب والبعيد.

قبل الدخول في تفاصيل النقاش كان لدي تصور أن المشكلة تتركز في نقل الإدارة إلى أبنائه، إلا أنه من خلال النقاش اتضح لي أن أحد المشاكل الرئيسية تكمن في إصرار الرجل على الاستمرار في قيادة شركته بواسطة الموارد البشرية التي ساعدته في تأسيس هذ الكيان بدعوى ولائهم له رغم أن معظمهم قد طعن في السن وفقد آلية الإدارة الحديثة.

أوضحت له أن الولاء في الشركات مهم في فترة التأسيس، حيث يحتاج المؤسس في بداياته إلى الحد الأدنى من الموارد البشرية (لتوفير الموارد المالية وتوجيهها لشراء الأصول من معدات منتجه) التي تعمل أكثر من عمل وتعمل على أساس الثقة المطلقة التي قد تكلف كثيراً حتى تجد من تثق به.

وبهذه الطريقة لا تحتاج الشركة أو المؤسسة إلى هيكل تنظيمي ولوائح بيروقراطية لأن الأنظمة واللوائح جميعها في رأس المؤسس وعدد قليل من موظفيه الأوفياء والذي يدعم كفاءة المنظومة ويؤسس لنجاحها.

مع نمو المنظومة وتوسع نشاطها وأعمالها إنتاجياً وجغرافياً تحتاج أن تعتمد في أعمالها على العمل المؤسسي والذي يعتمد على إدارة الشركة بأفضل من يستطيع إدارتها من بني البشر وليس فقط على إمكانيات المؤسس وأبنائه أو اصحاب الولاء له من قدامى الموظفين، ومن السائد أن ترى الكثير من الشركات قد اختفت وتلاشت بسبب عدم تجديد دماء العمل بالشركة واعتمادها على المؤسس والذين منهم من ماتت شركته بعد وفاته.

أوضح لي صديقي بأن من أسباب نجاحه في عمله سرعة اتخاذ القرار وكراهيته للبيروقراطية وأنه في حالة الاعتماد على هياكل تنظيمية كبيرة وجيش من الموظفين قد يثقل وزن الشركة ويحرمها من رشاقتها وخفة حركتها، قلت له إنه فعلاً محق وأن هذا هو هاجس جميع الشركات والجامعات التي تدرس علم الإدارة في جميع أنحاء العالم، وذلك للتخلص من البيروقراطية البغيضة والتي لا تضيف أي قيمة على أعمال الشركات وإنما تعطل الأعمال، وقد أوضحت له أن البيروقراطية بشكل عام ليست خبيثة بجلها حيث يحتاج العمل إلى تسلسل في الأداء وفصل الصلاحيات وتعددها لحماية الشركة من سوء استخدام الصلاحيات وحماية الموظفين بتحديد مسئولياتهم لمساعدتهم على تحمل المسئولية لإنجاز الأعمال المناطة بهم، وقد مكنت أنظمة المعلومات الآلية باستخدام الحاسب الآلي من استئصال البيروقراطية الخبيثة وأفضل مثال على ذلك أنظمة البنوك.

أخيراً لخصت لصديقي نصيحتي بأنه لا مناص من التطوير والتحديث والاعتماد على أفضل من يستطيع العمل ضمن هيكلة إدارية مبنية على أساس علمي، وإذا استطاع استقطاب القياديين المبدعين للعمل معه يجب عليه أن يدعهم يعملون لأن المبدعين وأصحاب الطموح ينتجون إذا اتيحت لهم حرية العمل والتي لا تتعارض مع حق صاحب العمل في المراقبة والسيطرة ذات الطبيعة الاستراتيجية البعيدة عن الأعمال التكتيكية اليومية، ويستطيع بناء الولاء بشكل مؤسسي عن طريق سن أنظمة لوائح صارمة تكافئ المجد وتحافظ عليه للاستمرار بالعمل في المنظومة أطول وقت ممكن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأسلوب القصصي في الكتابة والعروض

تخرجنا من الجامعة بمهاره جيده للكتابة باللغة الإنجليزية والتي تميز خريجين جامعة البترول عن غيرهم والتي ركزت عليها الجامعة في   السنة التحض...