حضرت ورشة العمل التي
اقامتها ارمكو بالتعاون مع أمانة الدمام والتي كانت موضوعها مناقشة مواصفات
الخرسانة المتبعة لدى شركة ارمكو السعودية والتعديلات التي ترغب إدخالها عليها على
ضوء الزيارات التي قامت بها ارمكو للولايات المتحدة وقطر والامارات العربية
المتحدة، وقد تم التركيز خلال المحاضرات على إمكانية تطبيق المواصفات
المتبعة لدى ارمكو ليس فقط على مشاريعها وإنما على جميع المشاريع الحكومية والأهلية
في المنطقة الشرقية للرقي بمواصفات الجودة في المنطقة الشرقية ومحاربة مشاكل
الخرسانة الناتجة عن ضعف جودة الخرسانة.
استمتعت
كثيراً بالمحاضرات والخبرات التي أعدها وقدمها المهندسون "الارامكوويون"
والتي تمت باحترافية عالية ومعرفة بأدق التفاصيل الفنية لمراحل إنتاج الخرسانة
وفحص الجودة المتعلقة بها وهو دليل واضح على المكانة الرفيعة التي وصلت لها شركة
ارمكو في العناية بتدريب وتأهيل مواردها البشرية في مختلف المستويات.
بدأ
النقاش في موضوع توحيد المواصفات وأنه لن يسمح لمصانع الخرسانة الجاهزة بتخزين إلا
المواد المعتمدة من قبل شركة ارمكو، حيث أوضحت لهم بأن هذا غير ممكن حيث ينجح موقع
محجر واحد فقط في اختبارات شركة ارمكو والذي بالكاد يفي باحتياجاتهم ولن يكفي جميع
مشاريع المنطقة الشرقية من ناحية الكمية وسوف تقفز أسعاره إلى أضعاف مضاعفة في
حالة زيادة الطلب عليه. كذلك تعتمد شركة ارمكو على تأمين الخرسانة واصله للموقع
بدرجة حرارة ٣٢ درجة مئوية وهو ما يمكن عمله لمشاريع شركة ارمكو التي تبعد عن زحمة
المدن والمرور ويتوفر لها مصانع إنتاج خاصة بالخرسانة داخل المواقع، إلا أن ذلك لا
يتوفر للمشاريع السكنية والتجارية في منتصف المدن هذا بالإضافة إلى نقل جميع مصانع
الخرسانة إلى خارج حدود المدن مما يجعل إيصال الخرسانة بهذه الدرجة المنخفضة من
الحرارة لا يمكن تحقيقه إلا أكاديمياً وبأسعار عالية جداً.
تحرك
النقاش كثيراً بعد مداخلتي وخاصة أن أغلب المدعوون من شركات الخرسانة التي تتعامل
مع مشاريع ارمكو ولم يتجرأ أحد منهم على المداخلة لخوفهم الشديد من طاقم الفحص
واعتماد مصانع الخرسانة الجاهزة والذين يعرفون كل منهم وينادونهم بأسمائهم.
تم
وضع أغلب الصعوبات المدرجة أعلاه في قائمة التحديات التي سوف يتم محاولة إيجاد
حلول لها، وهنا أوضح وجهة نظري الشخصية حول هذ الموضوع إن شركة ارمكو يمكن أن تطبق
المواصفات الفنية للخرسانة والتي تتناسب مع أهمية أعمالها ليس فقط لاقتصاد المملكة
وإنما للاقتصاد العالمي كافة، يحق لارمكو أن توصف خرسانة بمكونات عالية الجودة لأساسات
معمل تكرير يكلف المليارات ويجب أن يعمل باعتمادية عالية مهما بلغت تكلفة هذه
المواد لأنها أخيراً سوف تحمل على تكاليف سعر البرميل، إلا أن المشاريع السكنية
والتجارية التي تستهلك ٨٠٪ من الخرسانة في المملكة لا يمكنها أن تتحمل مثل هذه
التكلفة إن وجدت في المنطقة الشرقية والتي تعاني من تردي مواد الخام للخرسانة بسبب
طبيعتها الجيولوجية وسوف يتم اللجوء لاستيراد المواد الخام من الامارات مثل ما هو
معمول به في قطر والكويت.
ذكر
المهندس رضوان حميد، مدير عام الجودة بالشركة السعودية للخرسانة الجاهزة، كود
البناء السعودي خلال النقاش وأنه تم وضعه بما يراعي ظروف جميع مناطق المملكة
واعتباراتها المناخية والجيولوجية وأنه تم إعداد كود البناء بمشاركة ارمكو
السعودية وهيئة المواصفات والمقاييس السعودية.
بعد عودتي إلى المكتب
قمت بعمل بحث "قوقلي" لكود البناء السعودي والذي سعدت كثيراً بأنه أصبح
جاهزاً للتطبيق وأن المواصفات المدرجة به على قدر كبير من التوازن بين جميع
المتطلبات والتي يمكن تطبيقها في أغلب مواقع المملكة، ومن خلال مراجعة سريعة لكود
البناء السعودي نرى بصمات ارمكو مما أضفى قوة تقنية وتوازن من خلال مشاركة الجهات
الفنية الأخرى.
وأخيراً
أعتقد بأن ارمكو السعودية صرح أثبت جدارته ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على
المستوى العالمي وإن لديها الجدارة العلمية والعملية لوضع المواصفات الخاصة بها
والتي تخدم مشاريعها، إلا أن ارمكو السعودية بكبر حجمها ومحدودية خبراتها في
المشاريع السكنية والتجارية يجعل من تدخلها في هذه المشاريع مكلف وغير عملي إطلاقاً.
"كود البناء السعودي"
ردحذفأشكر ذكرك لها في مقالك معلومه جديدة