الجمعة، 13 مايو 2011

صناعة الاسمنت والتلوث البيئي

لا أحد ينكر الارتباط الوثيق بين الصناعة بشكل خاص والنشاط الإنساني بشكل عام والتلوث البيئي. وصناعة الاسمنت بشكل خاص ترتبط في أذهان أغلب الناس بأنها مصدر للغبار والأتربة التي كانت تعلوا مداخنها، واعتقد أن هذا كان بسبب وجود بعض المصانع بالقرب من المناطق السكنية بالإضافة إلى عدم توفر تقنيات ترشيح غبار الاسمنت ذو الحرارة العالية.


أما الآن ومع التقدم التقني لصناعة مرشحات الغبار والتي تعمل في درجات حرارة عالية لم تكن متوفرة قبل ٥ سنوات، فأعتقد بأنه لا يوجد أي عذر لأي شركة تنفث أي غبار من مصانعها، وحسب علمي فإن أغلب الشركات السعودية في صناعة الاسمنت قد أتمت (أو في طريقها لإتمام) تحويل جميع مرشحاتها إلى المرشحات الحديثة والتي تعمل حسب المعايير الدولية في مجال انبعاثات صناعة الاسمنت.
وتبقى مشكلة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من صناعة الاسمنت مشكلة عالمية وليست مشكلة محلية لم يتمكن العلماء من حلها نظراً لأن حرق الحجر الجيري في الأفران ينتج عنه انفصال ثاني أكسيد الكربون كيمائياً، ولعدم القدرة على حل مشكلة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من عوادم السيارات، ومحطات الطاقة الكهربائية و صناعة الاسمنت، تم وضع آلية تجارة الكربون بين الدول لوضع حوافز لتخفيض الانبعاثات، وحتى تاريخه لم تنجح هذه الحوافز لِلَجْم جِماح النمو الصناعي للدول خاصة في الصين والهند لأنهم "عاوزين يعيشوا" مثل الدول المتقدمة.


و أذكر هنا أنه في محاضرة ألقيتها في إحدى اجتماعات المعهد الأمريكي للهندسة الكيمائية، وجه لي أحد الحضور سؤالاً حول صناعة الاسمنت وكيف لا نشعر نحن في صناعة الاسمنت بتأنيب الضمير من جراء ذلك؟ أجبته بأنه هو السبب في تلوث البيئة كمستهلك وليست الصناعة فإذا قرر العيش في خيمة والتخلي عن المباني الخرسانية والتكييف لن تكون هناك صناعة للاسمنت، وكذلك تقوم الدنيا ولا تقعد في حال عدم توفر الاسمنت والذي أصبح ثاني مادة استهلاكية للإنسان بعد المياه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأسلوب القصصي في الكتابة والعروض

تخرجنا من الجامعة بمهاره جيده للكتابة باللغة الإنجليزية والتي تميز خريجين جامعة البترول عن غيرهم والتي ركزت عليها الجامعة في   السنة التحض...