الخميس، 12 مايو 2022

الموظفين: الولاء العاطفي ام الإخلاص المهني

 

الكثير من أصحاب العمل يعول كثيراً على ولاء الموظف ويتفاجأ بخروجهم مع اول فرصه تلوح في الأفق والذي يصيب الكثيرين بخيبة امل ويعرضهم لخسائر كبيره نظير ما صرفوه على تدريبهم والاستثمار فيهم وما ينتظرهم من تكاليف الاستبدال وما يكتنفه من مخاطر.

اعتقد ان مفهوم الولاء ذو عمق عاطفي لا أرى له محل من الاعراب في مجال الاعمال التي يحكمها التبادل النفعي. الولاء للوطن، للام، للاب، للعائلة والتي لن يبخل الانسان السوي عليهم حتى بحياته. أرى ان الإخلاص المهني هو المطلوب من الموظف نظير تقدير صاحب العمل لهذا الإخلاص وقيام الطرفين بتنفيذ أكثر من الحد الأدنى من المتطلبات التعاقدية بينهم.

الموظف المخلص مهنياً هو الذي يعمل بجد ونزاهة لخدمة شركته في حدود مهامه الوظيفية وضمن حدود أنظمة الشركة والصلاحيات التي تمنحها له. الموظف المخلص هو الذي شاهد أخطاء أصلحها بدون ضوضاء. الموظف المخلص تهمه أصول الشركة والمحافظة عليها. الموظف المخلص هو الذي يرى أرباح ونجاح الشركة نجاح وارباح شخصية له بدون حسد والاستكثار لملاك الشركة. الموظف المخلص هو الذي يرفض مغريات العروض الخارجية بسبب التزامه مع شركته وموظفيه. لا زلت اذكر احد مدراء المشاريع عندما عرضت عليه وظيفه براتب اعلى ومسئوليات اعلى من وضعه الحالي، فرفض العرض وقال : لا استطيع حتى اكمل مشروعي، لا استطيع ان اسامح نفسي من تأنيب الضمير لما قد يتعرض له المشروع وفريقي في العمل عندما اتركهم واغادر. هذا هو مثال الموظف المخلص لعملة ومهنته والذي رأيته كان صادق فيما ذكر لأنه اصبح رئيساً تنفيذيا للشركة والذي يعتبر نجاح ليس له فقط وانما لشركته التي قدرت إنجازه  وتم ترقيته.

مغادرة الموظفين امر حتمي سواء لحصولهم على فرص أفضل مما تتيحه الشركة، او تقاعد او المرض او الموت الذي لا مفر منه وعلى أصحاب العمل ان يستثمرون في أنظمة الشركة الهيكلية والالكترونية لبناء بنية تحتية للعمل تمكن من حماية الشركة من مخاطر مغادرة الموظفين. يجب على أصحاب العمل متابعة الرواتب في سوقهم وتحديث سلم الرواتب وعوائد الموظفين ونظام قياس للإنجاز مرتبط بمكافئات حتى يتمكنوا من المحافظة على موظفيهم واستقطاب الاكفاء. على أصحاب العمل ان يتفهموا ان الموظفين بشر لهم طموحاتهم وقدراتهم وان لكل شركة هيكل وقدرة قد تصل في وقت من الأوقات أدني من طموحات الموظف وهنا يجب لا يقف صاحب العمل حجر عثرة امام الموظف للحصول على فرصة جديده قد تمثل قفزات مهنية في مسيرته الوظيفية.

أخيرا أرى ان الإخلاص المهني للموظف والتقدير لهذا الأخلاص ممن قبل صاحب هو المطلب الأساسي حتى لا يحمل أي طرف نفسه على الاخر ويتفاجأ بعدم تقدير الطرف الاخر له والذي ينتج عنه خيبات امل وعواطف جياشة تؤذي الطرفين.

الثلاثاء، 3 مايو 2022

التوزان القيادي

 

المنظومات بشتى أنواعها تكتنف عملها التحديات ليلاً ونهاراً وشتاءً وصيفاً وتتجاذبها عواصف التحديات من كل حدب وصوب والتي في اغلبها لم تكن في الحسبان وتحتاج الي قيادة حصيفة تدرأ عنها الاخطار وتتصيد الفرص لبلوغ الصيد الوفير والابحار بأمان لممتلكاتها وبحارتها.

أساس نجاح أي منظومة ربحية او غير ربحية القيادة المتوازنة في كل شي، بدأً بالاستراتيجية التي توازن بين الحلم والواقع والمؤمل والممكن. التوازن بتوظيف الموظفين المتزنين بالعلم والخبرة والنزاهة. التوازن في راسمال والذي يمكن المنظمة من العمل بمرونة ولا يحملها ما لا طاقة لها به . التوازن في التسويق، تسويق ما يمكن بيعه ويمكن انتاجه بعائد. التوازن في تحمل الديون ، لا تحمل المنظومة ديون لا تستطيع سدادها ولا تحرمها من التدفقات النقدية التي قد يكون الدين احد مصادرها ليكي تستطيع المنافسة. التوزان القانوني مهم لتوازن بين تعرض المنظومة للمخاطر القانونية وممارسة اعملها بدون اخلال. التوازن بين مرونة الأنظمة والحوكمة من اهم عناصر النجاح ليتمكن التنفيذيين من العمل والمراجعين من المراجعة بدون ان تتوقف السفينة في الميناء لإعادة تنظيفها.

التوزان فن من فنون القادة المحنكين الذي اتاهم الله العلم والخبرة والحكمة والنزاهة والذي يستطيعون ان يراقبوا وينصتوا ويطلعوا على جميع حركات وسكنات المنظومة من ارتفاع 30 الف قدم. ولديهم المرونة والقدرة للنزول لحل المعضلات وتفعيل التوزان ثم العودة الي المراقبة من القمة حتى لاي يضيعون في تفاصيل محركات السفينة وفقد اتجاه السفينة وحمولتها وارتطامها بجبل جليد المنافسة.

النجاح القيادي لا يتأتى الا بتوازن الاستراتيجيات والقرارات بين الادرات داخل المنظومة ولا يسمح بسيطرة او تغلب إدارة على القرار لان كل منهم يريد إنجاح ادارته في المهام الموكله لها. وهنا يأتي دور القائد في خلق التوازن ومنع سحب المنظزمة في اتجاة واحد لا يخدم المصلحة الكلية للمنظومة ولا يحقق الاستراتيجية والاهداف العليا للمنظومة.

تطورت أدوات القيادة والإدارة خلال الثلاثون سنة الماضية وحررت الاستراتيجيات والاهداف من السرية الي المشاركة مع جميع الطبقات الإدارية وربطت أدائهم بعناصر الاستراتيجية والاهداف العليا للمنظومة بحث لا يمكن تحقيق أهداف الإدارات الا بالتناغم معها. ومع كل هذا لا غنى عن القادة المحنكين الحكماء النزهاء والذي تتنافس على استقطابهم الشركات وتجزل لهم العطاء لأنه بدونهم سوف تعمل الأنظمة بدون هدى.

مهندس/ علي بن سعيد القحطاني

aliabotalal@

الأسلوب القصصي في الكتابة والعروض

تخرجنا من الجامعة بمهاره جيده للكتابة باللغة الإنجليزية والتي تميز خريجين جامعة البترول عن غيرهم والتي ركزت عليها الجامعة في   السنة التحض...