الكثير
من أصحاب العمل يعول كثيراً على ولاء الموظف ويتفاجأ بخروجهم مع اول فرصه تلوح في الأفق
والذي يصيب الكثيرين بخيبة امل ويعرضهم لخسائر كبيره نظير ما صرفوه على تدريبهم
والاستثمار فيهم وما ينتظرهم من تكاليف الاستبدال وما يكتنفه من مخاطر.
اعتقد
ان مفهوم الولاء ذو عمق عاطفي لا أرى له محل من الاعراب في مجال الاعمال التي يحكمها
التبادل النفعي. الولاء للوطن، للام، للاب، للعائلة والتي لن يبخل الانسان السوي
عليهم حتى بحياته. أرى ان الإخلاص المهني هو المطلوب من الموظف نظير تقدير صاحب
العمل لهذا الإخلاص وقيام الطرفين بتنفيذ أكثر من الحد الأدنى من المتطلبات التعاقدية
بينهم.
الموظف
المخلص مهنياً هو الذي يعمل بجد ونزاهة لخدمة شركته في حدود مهامه الوظيفية وضمن
حدود أنظمة الشركة والصلاحيات التي تمنحها له. الموظف المخلص هو الذي شاهد أخطاء أصلحها
بدون ضوضاء. الموظف المخلص تهمه أصول الشركة والمحافظة عليها. الموظف المخلص هو
الذي يرى أرباح ونجاح الشركة نجاح وارباح شخصية له بدون حسد والاستكثار لملاك
الشركة. الموظف المخلص هو الذي يرفض مغريات العروض الخارجية بسبب التزامه مع شركته
وموظفيه. لا زلت اذكر احد مدراء المشاريع عندما عرضت عليه وظيفه براتب اعلى
ومسئوليات اعلى من وضعه الحالي، فرفض العرض وقال : لا استطيع حتى اكمل مشروعي، لا
استطيع ان اسامح نفسي من تأنيب الضمير لما قد يتعرض له المشروع وفريقي في العمل عندما
اتركهم واغادر. هذا هو مثال الموظف المخلص لعملة ومهنته والذي رأيته كان صادق فيما
ذكر لأنه اصبح رئيساً تنفيذيا للشركة والذي يعتبر نجاح ليس له فقط وانما لشركته
التي قدرت إنجازه وتم ترقيته.
مغادرة
الموظفين امر حتمي سواء لحصولهم على فرص أفضل مما تتيحه الشركة، او تقاعد او المرض
او الموت الذي لا مفر منه وعلى أصحاب العمل ان يستثمرون في أنظمة الشركة الهيكلية
والالكترونية لبناء بنية تحتية للعمل تمكن من حماية الشركة من مخاطر مغادرة
الموظفين. يجب على أصحاب العمل متابعة الرواتب في سوقهم وتحديث سلم الرواتب وعوائد
الموظفين ونظام قياس للإنجاز مرتبط بمكافئات حتى يتمكنوا من المحافظة على موظفيهم
واستقطاب الاكفاء. على أصحاب العمل ان يتفهموا ان الموظفين بشر لهم طموحاتهم
وقدراتهم وان لكل شركة هيكل وقدرة قد تصل في وقت من الأوقات أدني من طموحات الموظف
وهنا يجب لا يقف صاحب العمل حجر عثرة امام الموظف للحصول على فرصة جديده قد تمثل
قفزات مهنية في مسيرته الوظيفية.
أخيرا أرى
ان الإخلاص المهني للموظف والتقدير لهذا الأخلاص ممن قبل صاحب هو المطلب الأساسي
حتى لا يحمل أي طرف نفسه على الاخر ويتفاجأ بعدم تقدير الطرف الاخر له والذي ينتج
عنه خيبات امل وعواطف جياشة تؤذي الطرفين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق