السبت، 13 أغسطس 2011

اجيال قريتي والواسطة

لاحظت من خلال نقاشات السمر الرمضانية في ربوع قريتي في الجنوب حماس الكثير من الشباب ومنتصفي العمر والشيبان حول تأثير الواسطة في مجتمعنا واتهامهم الصريح لمن يصل لمراتب عليا من أبناء القرية أو أبناء الجنوب عموماً بالتقصير في التوسط ونفع أهل قريتهم أو منطقتهم بشكل عام خاصة في مجال التوظيف، أوضحت وجهت نظري حول موضوع الواسطة أنها مطلب اجتماعي يمكن قبولها لتسهيل إجراءات أو استخدام وجاهه للشفاعة في أمر ليس فيه مضرة عامة أو خاصة، إلا أنني وجدت أنني منفرد أمام تيار عارم من الهجوم المضاد والذي يرى أن الواسطة في مجال التوظيف أن توظف من لا يحمل المؤهل أو غير القادر لأن المؤهل والقادر قد لا يحتاج إلى الواسطة على غرار ما يفعله الكثير من أهل المناطق الأخرى.


خرجت من الأمسية وأنا أفكر في هذا الداء الاجتماعي الذي أصبح يعول عليه الشباب الكثير من إخفاقاتهم وجلست أفكر في أجيال أهل قريتي وهل فعلاً كانت الواسطة عقبة لتحقيق طموحاتهم في الحياة؟ وجدت أن أهل قريتي ينقسمون إلى ثلاثة أجيال كل جيل منها له ظروفه حسب الحقبة الزمنية التي عاشها.

 


الجيل الأول هم من هاجروا من القرية إلى المنطقة الشرقية بعد بدء عمل ارمكو الفعلي في بداية الخمسينيات وعملوا جميعاً كعمال في ارمكو وسكنوا الخيام ثم البركسات، وقد انخرطوا جميعاً في العمل جنباً إلى جنب مع أبناء القبائل والحاضرة من جميع أنحاء المملكة، كان أبي رحمه الله يحكي لنا أن شركة ارمكو أكرمتهم ووفرت لهم المأكل والملبس والسكن الكريم وانخرطوا جميعاً في التدريب وتعلم اللغة الإنجليزية، استمر عدد قليل من أبناء القرية في ارمكو وخرج الأكثر منهم للعمل في الأعمال الحرة والتجارة و شراء سيارات وتشغيلها تاكسي وذلك بعد ازدهار الحركة التجارية والصناعية في المنطقة الشرقية، والخلاصة أن أغلب هذا الجيل عاشوا ويعيشون حياة كريمة تمكن أغلبهم من تحقيق طموحاته وأصبح عدد غير قليل منهم من أصحاب الأعمال والشركات الخاصة، واعتقد بأن الواسطة بمفهومها الحالي لم تكن تخطر على بال أياً منهم  واعتمدوا على عصامية بحته في كفاحهم للوصول إلى مبتغاهم.

 

الجيل الثاني هم تقريباً من أبناء الجيل الأول والذين انخرطوا في الدراسة في بداية فتح المدارس النظامية في أواخر الستينات الميلادية، درس أغلب هذا الجيل في المدرسة الابتدائية الوحيدة التي افتتحت في أقرب الأسواق من القرية والذي يبعد قرابة الخمسة كيلومترات يقطعها أغلب الطلاب مشياً أما الأبناء القادرين فركوباً على الحمير، تخرج أغلبهم إلى المدرسة المتوسطة والتي كانت تبعد أكثر من ٣٠ كليومتر عن القرية، مع وعورة الطرق أدت إلى ضرورة سكنهم بالقرب من المدرسة مع أن أعمارهم لم تتجاوز الخامسة عشرة، وقد مررت مع أحد أبناء هذا الجيل بالقرب من موقع المدرسة القديم وأشار لي إلى أحد الدكاكين القديمة التي سكن فيها طوال فترة الدراسة وبدون أي تجهيزات لدورة المياه أو الكهرباء، اضطر غالبية هذا الجيل إلى السفر إلى المنطقة الشرقية لاستكمال الدراسة لعدم وجود ثانويات قريبة ولحاجتهم للدراسة والعمل، اجتمع أكثرهم في بيت العزوبية في الشرقية وانخرطوا جميعاً في العمل صباحاً والدراسة مساءً حتى أكمل أغلبهم الدراسة الثانوية وأغلق بيت العزوبية بعد مغادرتهم جميعاً إلى الرياض للدراسة الجامعية في جامعة الملك سعود، انخرطوا جميعاً في العمل والدراسة حتى التخرج والالتحاق بالوظيفة الحكومية بعد التخرج، وبدراسة سريعة لوضع هذا الجيل الثاني والذي تقاعد الكثير منهم اتضح وصول الكثير منهم إلى وظيفة مدير عام فأعلى وأنهم جميعاً تمكنوا بكل فخر من تحقيق طموحاتهم و لم أسمع أن أحد منهم انتظر من يتوسط له بل على العكس اتسم هذا الجيل بالكثير من التحدي بالتنقلات الوظيفية إذا وصولوا إلى طريق مسدود للترقية.


الجيل الثالث وهم جيل الطفرة والذي اعتقد أنني منهم والذين لم يحتاجوا أن يعملوا أثناء الدراسة وبدراسة سريعة لأصحاب هذا الجيل نجد أن من عمل بجد لإنهاء دراسته الجامعية أو التحق بالقطاع العسكري أو المدني بعد الثانوية جميعهم تمكنوا من تحقيق طموحاتهم.


وخلاصة القول أعتقد بأن هناك أسقف زجاجية لا محالة في أي مجتمع تنسجها نقاط الضعف المجتمعية فوق رؤوس أصحاب المجتمع تقف عائق أمام المتخاذلين والذين يبحثون عن أعذار لتبرير فشلهم، بينما المجدين المجتهدين يستطيعون بكل سهولة كسر هذه الأسقف الزجاجية وتحقيق ما تصبوا إليه أنفسهم، واعتقد أن أفضل ما نجهز به أبنائنا لمواجهة التحديات المحلية والعالمية هو تجهيزهم بالعلم النافع والذي به سوف يحتاجهم الناس ولن يحتاجوا الواسطة.

وهنا أذكر حديث دار بين أبي والدكتور محمد نسيم (من أوائل أطباء الأطفال في المملكة والذي منحه الملك فيصل رحمه الله مع الكثير من الأطباء الجنسية لتحفيزهم على البقاء في السعودية) رحمة الله عليهم جميعاً، حيث قال في معرض حديثه عن ابنه أنه يجب عليه أن يدرس الطب فقال له أبي لا تجبره على شيء لا يرغب فيه فأجاب "ابني سعودي و يتكلم العربية ولكنه سوف يظل في نظركم باكستاني والناس جميعاً تحتاج الطبيب ولا يهمها جنسيته أو أصله" وقد أعجبت أبي رحمه الله  هذه الحكمة وأخذ يكررها علينا كلما أرد تشجيعنا للتحصيل العلمي.



السبت، 30 يوليو 2011

سكن يا شويش قال مافيه اراضي

اطلعت على اللقاء الصحفي مع وزير الإسكان وما أن خلصت من قراءته تذكرت المثل الشعبي " انفخ يا شريم قال ما فيه براطم" والذي اشتقيت منه عنوان هذه المقالة، أعتقد أن تحديد دور وزارة الإسكان في تنفيذ الوحدات السكنية وعزلها عن مشكلة الأراضي يجعها وزارة تنفيذ مقاولات أو إدارة مشاريع. هذا الدور الذي أعلنه الوزير لوزارة الإسكان لا يحتاجه المواطن لأننا أصبحنا جميعاً مقاولين ونعرف كيف نبني بأرخص بكثير من أي وزارة تضع البيروقراطية نظام المشتريات الحكومي ويتربع على هيكلها التنظيمي الوزير وحاشيته من الوكلاء مدراء العموم.


أعتقد بأن الدور الرئيسي لوزارة الإسكان هو إيجاد الأراضي وتخطيطها والذي هو أساس مشكلة الإسكان لأن قيمة الأرض أصبحت تمثل أكثر من ٥٠٪ من تكلفة البناء وفي ازدياد لاحتكار الأراضي من قبل العقاريين ونقص المعروض عن الطلب، فرحت كثيراً بوزير الإسكان الشاب وتطلعنا أن تصبوا الوزارة للمكانة التي يتطلع إليها ولاة الأمر والمواطنين، إلا أنه يبدوا أن هذه الفرحة لن تتم وضاعت في غياهب البيروقراطية والتفت بمشالح الوزير ووكلائه الأفاضل "وكأنك يا شويش ما غزيت" وأعتقد أنها مسألة وقت لتصبح وزارة الإسكان الجديدة مثل سابقتها القديمة.

الجمعة، 22 يوليو 2011

نطاقات المهندس فقية و نقاط التفائل الخمس

منذ أن طرحت وزارة العمل نطاقاتها الجديدة لتنظيم العمل في المملكة ومعالي الوزير يطوف في كل مكان للتعريف بهذا النظام الوليد والذي أراني منجذب له ومتفائل بنجاحه.


النقطة الأولى: ينطلق منها تفاؤلي هي الجودة العالية للعروض التي قدمها الوزير وطرحتها الوزارة في موقعها من الناحية الفنية ومن ناحية المحتوى، هذه العروض والنشرات الإعلانية كانت مغايره لما تعودنا عليه في الإدارات الحكومية، حيث اعتدنا أن يتم دفع مبالغ خيالية ولا ينتج عنها ما يوزيها من إبداع في أغلب الأحيان لا يتم إنتاجها وتضيع في غياهب الروتين.


النقطة الثانية: أنه تم بناء النظام على اعتبار أن الحاجة للاستقدام ملحة وحاجة من احتياجات المملكة التي يقع على عاتقها إمداد العالم بما لا يقل عن ٨ مليون برميل يومياً والذي أفرز احتياجات تنموية ضخمة لا تتناسب مع قدرات الموارد البشرية المحلية على استيعابه على المدى القصير، وهذا يعتبر تطور إيجابي هائل في عقلية وزارة العمل والتي كانت تنكر هذه الحاجة وتبررها بإدمان الاستقدام وأبدع الدكتور غازي القصيبي (رحمة الله عليه) اسم "الاستقداميون" على من تسول له نفسه طلب تأشيرات عمل.


النقطة الثالثة: أن هذا النظام من السهل تطبيقه بمعادلات واضحة لا تحتاج إلى بيروقراطية مضنية، حيث أذكر بمرارة المعاناة التي كنا نتكبدها عند طلب إصدار تأشيرات جديدة، حيث كان يتم تحويل جميع المعاملات إلى الرياض ليتم البت فيها لأن معالي الوزير كان يطلع بنفسه على المعاملات وتحول إلى لجان تعطي أقل من ١٪ من المتطلبات.


النقطة الرابعة: أن هذا النظام سوف يقضي على السوق السوداء للتأشيرات والتي اعتقد أنها كان سوداء لأنها غير رسيمة وكذلك لكثرة السودانيين الذين كانوا وسطاء فيها، أعتقد بأن سهولة تطبيق نظام نطاقات سوف تقضي على هذه السوق.


النقطة الخامسة: أن نظام نطاقات تم إعداده كنظام عمل متكامل وتم وضع السعودة كعنصر أساسي من عناصر النظام بآلية واضحة تضمن التزام جميع الأطراف.

وأخيراً أكرر تفاؤلي الكبير بنجاح نظام نطاقات بألوانه الزاهية، وأنه سينجح كأي نظام اعتمد في تأسيسه على النقاش وتعدد الآراء من مختلف أطياف أصحاب العلاقة وهو ما نجح فيه المهندس عادل فقيه خلال مرحلة الصمت التي تهكمنا عليها جميعاً ومن خلال موقعه في الفيس بوك الذي استمد منه الآراء ولم يسبقه وزير في تطبيق هذه التقنية.

الجمعة، 24 يونيو 2011

الولاء ام الاداء ؟ في الشركات العائليه

تَغْلب سيطرة الشركات العائلية على أغلب قطاعات صناعة مواد البناء في المملكة، وقد حدثني أحد الأصدقاء ممن يملك شركة عائلية في مجال صناعة البناء عن قلقه على مستقبل شركته كونه من الرعيل المؤسس ويرغب في المحافظة على نمو ونجاح شركته على المدى القريب والبعيد.

قبل الدخول في تفاصيل النقاش كان لدي تصور أن المشكلة تتركز في نقل الإدارة إلى أبنائه، إلا أنه من خلال النقاش اتضح لي أن أحد المشاكل الرئيسية تكمن في إصرار الرجل على الاستمرار في قيادة شركته بواسطة الموارد البشرية التي ساعدته في تأسيس هذ الكيان بدعوى ولائهم له رغم أن معظمهم قد طعن في السن وفقد آلية الإدارة الحديثة.

أوضحت له أن الولاء في الشركات مهم في فترة التأسيس، حيث يحتاج المؤسس في بداياته إلى الحد الأدنى من الموارد البشرية (لتوفير الموارد المالية وتوجيهها لشراء الأصول من معدات منتجه) التي تعمل أكثر من عمل وتعمل على أساس الثقة المطلقة التي قد تكلف كثيراً حتى تجد من تثق به.

وبهذه الطريقة لا تحتاج الشركة أو المؤسسة إلى هيكل تنظيمي ولوائح بيروقراطية لأن الأنظمة واللوائح جميعها في رأس المؤسس وعدد قليل من موظفيه الأوفياء والذي يدعم كفاءة المنظومة ويؤسس لنجاحها.

مع نمو المنظومة وتوسع نشاطها وأعمالها إنتاجياً وجغرافياً تحتاج أن تعتمد في أعمالها على العمل المؤسسي والذي يعتمد على إدارة الشركة بأفضل من يستطيع إدارتها من بني البشر وليس فقط على إمكانيات المؤسس وأبنائه أو اصحاب الولاء له من قدامى الموظفين، ومن السائد أن ترى الكثير من الشركات قد اختفت وتلاشت بسبب عدم تجديد دماء العمل بالشركة واعتمادها على المؤسس والذين منهم من ماتت شركته بعد وفاته.

أوضح لي صديقي بأن من أسباب نجاحه في عمله سرعة اتخاذ القرار وكراهيته للبيروقراطية وأنه في حالة الاعتماد على هياكل تنظيمية كبيرة وجيش من الموظفين قد يثقل وزن الشركة ويحرمها من رشاقتها وخفة حركتها، قلت له إنه فعلاً محق وأن هذا هو هاجس جميع الشركات والجامعات التي تدرس علم الإدارة في جميع أنحاء العالم، وذلك للتخلص من البيروقراطية البغيضة والتي لا تضيف أي قيمة على أعمال الشركات وإنما تعطل الأعمال، وقد أوضحت له أن البيروقراطية بشكل عام ليست خبيثة بجلها حيث يحتاج العمل إلى تسلسل في الأداء وفصل الصلاحيات وتعددها لحماية الشركة من سوء استخدام الصلاحيات وحماية الموظفين بتحديد مسئولياتهم لمساعدتهم على تحمل المسئولية لإنجاز الأعمال المناطة بهم، وقد مكنت أنظمة المعلومات الآلية باستخدام الحاسب الآلي من استئصال البيروقراطية الخبيثة وأفضل مثال على ذلك أنظمة البنوك.

أخيراً لخصت لصديقي نصيحتي بأنه لا مناص من التطوير والتحديث والاعتماد على أفضل من يستطيع العمل ضمن هيكلة إدارية مبنية على أساس علمي، وإذا استطاع استقطاب القياديين المبدعين للعمل معه يجب عليه أن يدعهم يعملون لأن المبدعين وأصحاب الطموح ينتجون إذا اتيحت لهم حرية العمل والتي لا تتعارض مع حق صاحب العمل في المراقبة والسيطرة ذات الطبيعة الاستراتيجية البعيدة عن الأعمال التكتيكية اليومية، ويستطيع بناء الولاء بشكل مؤسسي عن طريق سن أنظمة لوائح صارمة تكافئ المجد وتحافظ عليه للاستمرار بالعمل في المنظومة أطول وقت ممكن.


الجمعة، 27 مايو 2011

مواصفات الخرسانة بين الواقع ومتطلبات ارمكو السعودية

حضرت ورشة العمل التي اقامتها ارمكو بالتعاون مع أمانة الدمام والتي كانت موضوعها مناقشة مواصفات الخرسانة المتبعة لدى شركة ارمكو السعودية والتعديلات التي ترغب إدخالها عليها على ضوء الزيارات التي قامت بها ارمكو للولايات المتحدة وقطر والامارات العربية المتحدة،  وقد تم التركيز خلال المحاضرات على إمكانية تطبيق المواصفات المتبعة لدى ارمكو ليس فقط على مشاريعها وإنما على جميع المشاريع الحكومية والأهلية في المنطقة الشرقية للرقي بمواصفات الجودة في المنطقة الشرقية ومحاربة مشاكل الخرسانة الناتجة عن ضعف جودة الخرسانة.


استمتعت كثيراً بالمحاضرات والخبرات التي أعدها وقدمها المهندسون "الارامكوويون" والتي تمت باحترافية عالية ومعرفة بأدق التفاصيل الفنية لمراحل إنتاج الخرسانة وفحص الجودة المتعلقة بها وهو دليل واضح على المكانة الرفيعة التي وصلت لها شركة ارمكو في العناية بتدريب وتأهيل مواردها البشرية في مختلف المستويات.


بدأ النقاش في موضوع توحيد المواصفات وأنه لن يسمح لمصانع الخرسانة الجاهزة بتخزين إلا المواد المعتمدة من قبل شركة ارمكو، حيث أوضحت لهم بأن هذا غير ممكن حيث ينجح موقع محجر واحد فقط في اختبارات شركة ارمكو والذي بالكاد يفي باحتياجاتهم ولن يكفي جميع مشاريع المنطقة الشرقية من ناحية الكمية وسوف تقفز أسعاره إلى أضعاف مضاعفة في حالة زيادة الطلب عليه. كذلك تعتمد شركة ارمكو على تأمين الخرسانة واصله للموقع بدرجة حرارة ٣٢ درجة مئوية وهو ما يمكن عمله لمشاريع شركة ارمكو التي تبعد عن زحمة المدن والمرور ويتوفر لها مصانع إنتاج خاصة بالخرسانة داخل المواقع، إلا أن ذلك لا يتوفر للمشاريع السكنية والتجارية في منتصف المدن هذا بالإضافة إلى نقل جميع مصانع الخرسانة إلى خارج حدود المدن مما يجعل إيصال الخرسانة بهذه الدرجة المنخفضة من الحرارة لا يمكن تحقيقه إلا أكاديمياً وبأسعار عالية جداً.


تحرك النقاش كثيراً بعد مداخلتي وخاصة أن أغلب المدعوون من شركات الخرسانة التي تتعامل مع مشاريع ارمكو ولم يتجرأ أحد منهم على المداخلة لخوفهم الشديد من طاقم الفحص واعتماد مصانع الخرسانة الجاهزة والذين يعرفون كل منهم وينادونهم بأسمائهم.



تم وضع أغلب الصعوبات المدرجة أعلاه في قائمة التحديات التي سوف يتم محاولة إيجاد حلول لها، وهنا أوضح وجهة نظري الشخصية حول هذ الموضوع إن شركة ارمكو يمكن أن تطبق المواصفات الفنية للخرسانة والتي تتناسب مع أهمية أعمالها ليس فقط لاقتصاد المملكة وإنما للاقتصاد العالمي كافة، يحق لارمكو أن توصف خرسانة بمكونات عالية الجودة لأساسات معمل تكرير يكلف المليارات ويجب أن يعمل باعتمادية عالية مهما بلغت تكلفة هذه المواد لأنها أخيراً سوف تحمل على تكاليف سعر البرميل، إلا أن المشاريع السكنية والتجارية التي تستهلك ٨٠٪ من الخرسانة في المملكة لا يمكنها أن تتحمل مثل هذه التكلفة إن وجدت في المنطقة الشرقية والتي تعاني من تردي مواد الخام للخرسانة بسبب طبيعتها الجيولوجية وسوف يتم اللجوء لاستيراد المواد الخام من الامارات مثل ما هو معمول به في قطر والكويت.


ذكر المهندس رضوان حميد، مدير عام الجودة بالشركة السعودية للخرسانة الجاهزة، كود البناء السعودي خلال النقاش وأنه تم وضعه بما يراعي ظروف جميع مناطق المملكة واعتباراتها المناخية والجيولوجية وأنه تم إعداد كود البناء بمشاركة ارمكو السعودية وهيئة المواصفات والمقاييس السعودية.

بعد عودتي إلى المكتب قمت بعمل بحث "قوقلي" لكود البناء السعودي والذي سعدت كثيراً بأنه أصبح جاهزاً للتطبيق وأن المواصفات المدرجة به على قدر كبير من التوازن بين جميع المتطلبات والتي يمكن تطبيقها في أغلب مواقع المملكة، ومن خلال مراجعة سريعة لكود البناء السعودي نرى بصمات ارمكو مما أضفى قوة تقنية وتوازن من خلال مشاركة الجهات الفنية الأخرى.


وأخيراً أعتقد بأن ارمكو السعودية صرح أثبت جدارته ليس على المستوى المحلي فقط وإنما على المستوى العالمي وإن لديها الجدارة العلمية والعملية لوضع المواصفات الخاصة بها والتي تخدم مشاريعها، إلا أن ارمكو السعودية بكبر حجمها ومحدودية خبراتها في المشاريع السكنية والتجارية يجعل من تدخلها في هذه المشاريع مكلف وغير عملي إطلاقاً.

الثلاثاء، 17 مايو 2011

سلسلة الامداد لصناعة مواد البناء

أصبح تعريف سلسلة الإمداد (Supply Chain) للأعمال من أهم أدوات الإدارة الحديثة لمعرفة العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين الأقسام والإدارات داخل منظومة العمل وعلاقة المنظومة بزبائنها ومورديها والجاهات الرسمية الخارجية التي تؤثر على سير أعمالها.

وقد رأيت أن أعرض في هذا المقال نبذه سريعة عن سلسلة الإمداد لصناعة مواد البناء بشكل عام لتوضيح العلاقات بين الصناعات المختلفة المكونة لهذه الصناعة.


تبدأ سلسلة الإمداد لأغلب مواد البناء من الطبيعة حيث تعتمد صناعة الاسمنت على الحجر الجيري والرمل والطين والحديد الخام لإنتاج الاسمنت، وتعتمد صناعة الخرسانة على الاسمنت وركام الحجارة (الطبيعي أو ناتج كسارة) والرمل والمياه، يتبعها كذلك صناعة الطابوق والبلاط ذات الأساس الاسمنتي/الخرساني.
تعتبر صناعة الاسمنت من الصناعات الأساسية لمواد البناء حيث تقبع في أول سلسلة الإمداد لجميع مواد البناء لذلك يشكل توفرها مطلب استراتيجي لكل دولة لما لها من التأثير السريع والمباشر علي البناء والتطور العمراني، للتكلفة المرتفعة للاستثمار في صناعة الاسمنت تتم عن طريق شركات مساهمة ذات رأس مال كبير.


تأتي صناعة الخرسانة (الجاهزة ومسبقة الصب) في المرتبة الثانية ضمن سلسلة الإمداد لصناعة مواد البناء، تعتمد صناعة الخرسانة على تقديم خدمة أكثر من تقيم منتج نهائي، حيث تقوم توريد المواد الأساسية للخرسانة وعمل خلط لها حسب المقاييس الهندسية الصحيحة لإنتاج الخرسانة بالقوة ومواصفات التحمل المطلوبة لكل عميل، ثم تقوم بنقلها بخلطات نقل تضمن وصولها إلى الموقع بدون فقد أي من موصفاتها، يتم ضخ الخرسانة حال وصولها إلى الموقع بواسطة مضخات متخصصة مزوده بخرطوم هيدروليكي إلى قوالب الصب الخاصة بالعميل، تقدم خدمات الخرسانة في أغلب مدن المملكة عن طريق شركات ومؤسسات غالبها عائلية.


صناعة الطابوق الاسمنتي تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية لصناعة مواد البناء مقارنة بالاسمنت والخرسانة، وتعتمد هذه الصناعة على صنع منتج اسمنتي مع تقديم خدمات النقل إلى موقع العميل، تعتمد ٩٠٪ من مصانع الطابوق على إنتاج الطابوق الاسمنتي المفرغ ذو التجاويف المتعددة بواسطة إنتاج الخرسانة بمكوناتها المعروفة وصبها داخل مكائن إنتاج الطابوق الهيدروليكية التي تضغط الخرسانة داخل قوالب الصب، والمسمى الدارج لهذه المكائن "البياضة" لأنها تسير وتترك ورائها الطابوق المنتج مثل الدجاج البياض.


صناعة البلاط الاسمنتي تأتي في المرتبة الرابعة نظراً لتراجعها أمام البلاط السيراميكي والرخامي، كذلك انحسر استخدام بلاط الأرصفة المسطحة وتم الاستعاضة عنه بطوب الأرصفة الاسمنتي المتداخل الحديث.
تعتمد أعمال التشطيبات للمباني على الاسمنت كمادة أساسية والتي تعتمد على توريد المواد الأساسية لخلطة اللياسة (اسمنت - رمل - ماء) وتنتج أغلبها يدوياً في الموقع، تعتمد المشاريع الكبيرة على خلطات اللياسة الجافة والتي يتم خلطها وتنفيذها بواسطة معدات حديثة تضمن الجودة والمتانة، ومن المتوقع زيادة الطلب على هذه الطريقة مع ازدياد تكاليف وندرة العمالة الماهرة وانخفاض تكاليف الخلطات الجاهزة.


الجمعة، 13 مايو 2011

صناعة الاسمنت والتلوث البيئي

لا أحد ينكر الارتباط الوثيق بين الصناعة بشكل خاص والنشاط الإنساني بشكل عام والتلوث البيئي. وصناعة الاسمنت بشكل خاص ترتبط في أذهان أغلب الناس بأنها مصدر للغبار والأتربة التي كانت تعلوا مداخنها، واعتقد أن هذا كان بسبب وجود بعض المصانع بالقرب من المناطق السكنية بالإضافة إلى عدم توفر تقنيات ترشيح غبار الاسمنت ذو الحرارة العالية.


أما الآن ومع التقدم التقني لصناعة مرشحات الغبار والتي تعمل في درجات حرارة عالية لم تكن متوفرة قبل ٥ سنوات، فأعتقد بأنه لا يوجد أي عذر لأي شركة تنفث أي غبار من مصانعها، وحسب علمي فإن أغلب الشركات السعودية في صناعة الاسمنت قد أتمت (أو في طريقها لإتمام) تحويل جميع مرشحاتها إلى المرشحات الحديثة والتي تعمل حسب المعايير الدولية في مجال انبعاثات صناعة الاسمنت.
وتبقى مشكلة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من صناعة الاسمنت مشكلة عالمية وليست مشكلة محلية لم يتمكن العلماء من حلها نظراً لأن حرق الحجر الجيري في الأفران ينتج عنه انفصال ثاني أكسيد الكربون كيمائياً، ولعدم القدرة على حل مشكلة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من عوادم السيارات، ومحطات الطاقة الكهربائية و صناعة الاسمنت، تم وضع آلية تجارة الكربون بين الدول لوضع حوافز لتخفيض الانبعاثات، وحتى تاريخه لم تنجح هذه الحوافز لِلَجْم جِماح النمو الصناعي للدول خاصة في الصين والهند لأنهم "عاوزين يعيشوا" مثل الدول المتقدمة.


و أذكر هنا أنه في محاضرة ألقيتها في إحدى اجتماعات المعهد الأمريكي للهندسة الكيمائية، وجه لي أحد الحضور سؤالاً حول صناعة الاسمنت وكيف لا نشعر نحن في صناعة الاسمنت بتأنيب الضمير من جراء ذلك؟ أجبته بأنه هو السبب في تلوث البيئة كمستهلك وليست الصناعة فإذا قرر العيش في خيمة والتخلي عن المباني الخرسانية والتكييف لن تكون هناك صناعة للاسمنت، وكذلك تقوم الدنيا ولا تقعد في حال عدم توفر الاسمنت والذي أصبح ثاني مادة استهلاكية للإنسان بعد المياه.


صناعة الاسمنت - مقال رقم ٢

ذكر لي أحد الأصدقاء، ممن تشرفت باطلاعه على هذه المدونة، أن الحجر الجيري متوفر في كل مكان ويمكن إقامة مصانع الاسمنت في أي مكان تقريباً، فتوجب علي أن أضيف معلومات أكثر حول موضوع المواد الخام الصالحة لصناعة الاسمنت.


ليست كل الأحجار المتوفرة في الطبيعة ذات أساس جيري وهو المعروف كيميائياً بمادة "بيكربونات الكالسيوم"CaCO3 وهي المادة الأساسية لصناعة الاسمنت، وهذه المادة متوفرة في أغلب مناطق المملكة بكميات، نسب نقاوته متفاوتة، تحتاج صناعة الاسمنت إلى كميات كبيرة من هذه المادة التي يجب توفرها بكميات تكفي للإنتاج ل ٥٠ عام ليكون الاستثمار لإنتاج الاسمنت ذو جدوى اقتصادية. وتلعب درجة نقاوة الحجر الجيري دور أساسي في اقتصاديات المحاجر حيث قد تتوفر مختلطة بمواد غير مفيدة أو ضارة لصناعة الاسمنت الذي قد يرفع تكاليف التحجير للتخلص من هذه المواد أو يجعل الاستثمار غير مجدي.


ونظراً للأهمية القصوى لمحاجر الحجر الجيري لصناعة الاسمنت فيتم عمل دراسات ومسوحات جيولوجية كيمائية دقيقه قبل الاستثمار في صناعة الاسمنت والتي تحدد عادة الجدوى الاقتصادية للمشروع، وتستمر الحاجة لهذه الدراسات خلال التشغيل للوصول إلى أفضل المواقع وطرق التحجير لتخفيض تكاليف التحجير والوصول إلى الخلطات القياسية لإنتاج الاسمنت، وللأسف أن غالبية هذه الدراسات تتم عن طريق شركات استشارية أجنبيه رغم محاولاتي الشخصية المباشرة مع عدد من الجامعات السعودية لعمل هذه الدراسات عن طريقهم والتي لم تنجح حتى في لفت الانتباه.


الخميس، 12 مايو 2011

صناعة الاسمنت - مقال رقم ١

بزيارة سريعة لمواقع الإنترنت والفيس بوك وجدت أن هناك مفهوم غير صحيح عن أن صناعة الاسمنت مجرد تحويل للحجارة والطين إلى اسمنت وكما وصفها أحدهم "يغرفون من الصحاري ببلاش ويبيعون علينا بالغالي"، وأود في هذه المقالة أن أوضح بطريقة غير معقدة لغير المتخصصين نبذه سريعة عن صناعة الاسمنت والتي أتمنى أن تضيف معرفه للمهتمين وخاصة الصحفيين المهتمين بصناعة مواد البناء.
نعم ،تعتمد صناعة الاسمنت على المواد الخام الموجودة في الطبيعة وهو السبب الرئيسي الذي مكن الاسمنت كمادة بناء من الصمود كل هذه السنوات أمام المواد الأخرى ذات الأساس البتروكيميائي، حيث تعتبر مادة الاسمنت أرخص مادة عرفها الإنسان تمكن من تكوين مادة سائلة تتصلد لتصبح أقوى من الحجارة ذات أسس علمية يمكن تصميمها لتحمل الأحمال الهائلة للمباني والسدود وجميع المنشآت التي عرفها الإنسان في العصر الحديث.


تعتمد صناعة السمنت بشكل أساسي على الحجر الجيري والذي يشكل ٩٠ ٪ من الاسمنت، الحجر الجيري ولله الحمد متوفر في أماكن كثيرة في المملكة، للاستخدام الكثيف للحجر الجيري فإنه يجب أن يتم إنشاء المصنع في محجر الحجر الجيري، تحتاج صناعة الاسمنت إلى مواد مضافة أخرى هي الألمنيوم والحديد والسليكا، يتم أخذ الألمنيوم من مادة البوكسايت أو الطين والحديد المواقع ذات التركيز العالي للحديد أو من خام الحديد من شركات إنتاج الحديد الخام، السليكا تؤخذ من الكثبان الرملية.

جميع هذه المواد كما أسلفنا موجودة بشكل طبيعي إلا أنها لا توجد بشكل حر صافي للتصنيع المباشر وإنما توجد مختلطة مع عدد من المواد الطبيعية الأخرى الغير مرغوب بها في صناعة الاسمنت مثل الكبريتات، المنجنيزات والأملاح التي توثر سلباً على مراحل التصنيع أو على خصائص الاسمنت، لذلك تخضع عملية اختيار المحاجر وخلط المواد الخام المرغوب فيها إزالة المواد الغير مرغوب فيها إلى عمليات تخطيط و تحجير معقده تحتاج إلى معدات وأدوات عالية التكلفة.


ولإنشاء مصنع ينتج ٤٠٠٠ طن اسمنت يومياً فإنه يحتاج إلى استثمار مبلغ ١٢٠٠ مليون ريال في شراء المعدات وبناء المصنع، السبب الرئيسي لهذه التكلفة هو التكنولوجيا والمعدات المعقدة لصناعة الاسمنت التي يجب أن تكون ذات تصنيع عالي الاعتمادية والتناسق التشغيلي لتتمكن من العمل على مدار الساعة في ظل ظروف تشغيلية قاسية من التعامل مع المواد الخام الخشنة ودرجات الحرارة العالية الناتجة عن أفران حرق المواد الخام.


يتضح مما سبق أن صناعة الاسمنت ليست "غرف من الصحراء" وإنما علميات صناعية معقده تحتاج إلى الكثير الكثير من رأس المال، التشغيل والصيانة على مدار الساعة ليتم توفير هذه المادة الأساسية إلى السوق على مدار السنة.


ارجوا أن أكون قد أوضحت في هذا المقال ما يكفي لتوضيح ما تحتاجه صناعة الاسمنت من مواد أساسيه ومعدات وسوف اتبع هذا المقال بمقالات أخرى عن صناعة الاسمنت توضح جوانب أخرى مهمة عن هذه الصناعة الأساسية لجميع مواد البناء.

الخميس، 5 مايو 2011

قرارات الاسكان الملكية .... كم تحتاج من الوقت لتنفيذها؟

سعدت مثل غيري من المواطنين بحزمة القرارات الملكية الكريمة والتي كانت معظمها تهدف إلى تحقيق حلم المواطن في تأمين السكن الملك، أنا متفائل بطبعي إلا أن المعلومات المتاحة تجعلني أتأنى في التفاؤل نظراً لوجود الكثير من الصعوبات في تنفيذ هذه القرارات التي تحتاج إلى الكثير من الجهد وتظافر الجهود بين الوزارات المعنية والذي يحتاج إلى وقت طويل جداً جداً لأن جميع القرارات سوف يتم تنفيذها بذات الأنظمة البيروقراطية وللوائح التي هي نفسها تحتاج إلى قرارات ملكية لتغييرها، يهدف هذا المقال لمحاولة تقدير الوقت التي تحتاجه هذه القرارات للتنفيذ .


اعتقد بأنه لن يتم حل مشكلة تخصيص الأرضي لوزارة الإسكان قبل أقل من أربع سنوات وذلك بسبب اشتراك أربع جهات رسمية في تحديد مواقع الأراضي (وزارة البلديات - وزارة الإسكان- إمارات المناطق- وزارة المالية)، يمكن أن تزيد هذه المدة إلى الضعف إذا تم إشراك شركة ارمكو وحصل تعارض بين البترول والإسكان.


وزارة الإسكان سوف تحتاج على الأقل إلى سنتين حتى تستطيع ترتيب نفسها وإصدار اللوائح والأنظمة البيروقراطية التي تحكم عملها يمكن أن تزيد هذه المدة إذا تم استشارة وزارة المالية، واعتقد بأن وزارة الإسكان لن تتمكن من النجاح إلا إذا تم اعتماد أنظمة ولوائح حديثة تبعدها عن أنظمة المشتريات الحكومية.
وزارة المالية سوف تحتاج إلى 10 سنوات على الأقل لجدولة تنفيذ المشاريع الإسكانية وذلك لتوفير السيولة اللازمة وكبح التضخم ويمكن أن تزيد هذه المدة لو حدثت أي هزة لأسعار البترول.


وزارة العمل سوف يكون لها دور كبير غير مباشر، حيث سيكون هناك حاجة متزايدة لتأشيرات عمل لقطاع البناء والذي يتعارض مع خطة السعودة واعتقد بأن نصيبها في التأخير سوف يكون خمس سنوات.
وبجمع عدد السنوات أعلاه على أساس أن جميع الأعمال تتم لدينا بشكل تسلسلي وليس متاوزي سوف يتم تنفيذ مشاريع الإسكان الطموحة خلال فترة 21 سنة بمعدل 23800 وحدة سكنية لكل سنة، ومقارنة هذا الرقم مع الواقع وخاصة ما استطاعت هيئة الإسكان السابقة تنفيذه (5000 وحدة منذ تأسيسها) اعتقد أن 21 سنة رقم متفائل جداً.


اعتقد بأن هذا الرقم يمكن أن ينزل إلى النصف لو تمكنا العمل بشكل متوازي في جميع المجالات وأن تكون وزارة الإسكان نداً من الناحية الفنية لوزارة المالية والتي مكن ويحد دورها بصرف المبالغ وألا يكون لها ممثل مالي لدى وزارة الإسكان، كذلك تحل مشكلة توفر الأرضي بقرار سامي تمنح وزارة الإسكان بموجبه أراضي بشكل سريع في الصحاري الواسعة.

الاثنين، 2 مايو 2011

البناء بالطين ترف لا يناسب البسطاء

الطين من مواد البناء القديمة قدم التاريخ وللمباني الطينية وضع عاطفي خاص في المملكة لارتباطها بالتراث والتاريخ، لذا قررت أن تكون أول مقالة لي في هذه المدونة عن أول مادة بناء عرفها الانسان.

الطين كانت مادة البناء الأساسية لتوفرها في الطبيعة بشكل كبير وسهولة التعامل معها حيث تحتاج فقط إضافة الماء وخلطها مع التبن لتدعيمها وزيادة تماسكها، قد كانت هذه المادة تناسب طريقة البناء القديمة التي تعتمد على الجدران السميكة التي توفر عزل حراري عالي الكفاءة وتحمل أوزان الأسقف الخشبية المغطاة بالطين.


مع التطور الحضاري للبشرية بشكل عام وما أنعم الله علينا في هذ البلد من نعمة البترول، دخلت مادة الاسمنت ومواد البناء المصنعة من الاسمنت كمواد بناء أساسية وذلك لتوفر الطاقة، الخامات الطبيعية، رأس المال والحاجة لمواد بناء حديثة تستطيع مقاومة الظروف المناخية الصحراوية القاسية.

ومع التقدم العلمي تمكنت مادة الاسمنت من إزاحة مادة الطين من المراكز المتقدمة في قائمة مواد البناء إلى خارج القائمة وأصبح استخدامها مقتصراً على بناء المتاحف والاستراحات لأصحاب الترف الذين يحاولون إحياء التراث باستخدام أدواته.


وكما ذكرت في عنوان المقال أصبحت مادة الطين مكلفة جداً للاستخدام كمادة أساسية في البناء، حيث لا يمكنها تحمل أساليب الحياة الحديثة التي أقلها الاستحمام اليومي، فحين يتم وضع حمامات حديثة في المباني الطينية بتصميمها القديم لن تصمد أمام "الشاور" وتحتاج إلى عمل عوازل وتصاميم خاصة مكلفة جداً لعزل الطين عن المياه، واعتقد بأن الإصرار على استخدام هذه المادة مثل إصرار طائفة المورمنز في أمريكا على تجنب استخدام الأدوات الحديثة والإصرار على استخدام الحصان والعربة بدلاً عن السيارة.


وأخيراً أود أن أختم هذه المقالة بنداء للمعماريين "الطينيين" المرغمين باستخدام الطين في هذا العصر أن يبدأوا بأنفسهم ويسكنوا بيوت طينية وأن لا يقصروا استخدامها على استراحات المزارع الفارهة وإذا نجحوا في ذلك يمكنهم اقتراحها كإسكان للفقراء التي إذا استخدمنا لهم الطين في البناء زدناهم فقراً وساهمنا في زيادة الفروق الاجتماعية بين طبقات المجتمع.

الأسلوب القصصي في الكتابة والعروض

تخرجنا من الجامعة بمهاره جيده للكتابة باللغة الإنجليزية والتي تميز خريجين جامعة البترول عن غيرهم والتي ركزت عليها الجامعة في   السنة التحض...