الاثنين، 2 مايو 2011

البناء بالطين ترف لا يناسب البسطاء

الطين من مواد البناء القديمة قدم التاريخ وللمباني الطينية وضع عاطفي خاص في المملكة لارتباطها بالتراث والتاريخ، لذا قررت أن تكون أول مقالة لي في هذه المدونة عن أول مادة بناء عرفها الانسان.

الطين كانت مادة البناء الأساسية لتوفرها في الطبيعة بشكل كبير وسهولة التعامل معها حيث تحتاج فقط إضافة الماء وخلطها مع التبن لتدعيمها وزيادة تماسكها، قد كانت هذه المادة تناسب طريقة البناء القديمة التي تعتمد على الجدران السميكة التي توفر عزل حراري عالي الكفاءة وتحمل أوزان الأسقف الخشبية المغطاة بالطين.


مع التطور الحضاري للبشرية بشكل عام وما أنعم الله علينا في هذ البلد من نعمة البترول، دخلت مادة الاسمنت ومواد البناء المصنعة من الاسمنت كمواد بناء أساسية وذلك لتوفر الطاقة، الخامات الطبيعية، رأس المال والحاجة لمواد بناء حديثة تستطيع مقاومة الظروف المناخية الصحراوية القاسية.

ومع التقدم العلمي تمكنت مادة الاسمنت من إزاحة مادة الطين من المراكز المتقدمة في قائمة مواد البناء إلى خارج القائمة وأصبح استخدامها مقتصراً على بناء المتاحف والاستراحات لأصحاب الترف الذين يحاولون إحياء التراث باستخدام أدواته.


وكما ذكرت في عنوان المقال أصبحت مادة الطين مكلفة جداً للاستخدام كمادة أساسية في البناء، حيث لا يمكنها تحمل أساليب الحياة الحديثة التي أقلها الاستحمام اليومي، فحين يتم وضع حمامات حديثة في المباني الطينية بتصميمها القديم لن تصمد أمام "الشاور" وتحتاج إلى عمل عوازل وتصاميم خاصة مكلفة جداً لعزل الطين عن المياه، واعتقد بأن الإصرار على استخدام هذه المادة مثل إصرار طائفة المورمنز في أمريكا على تجنب استخدام الأدوات الحديثة والإصرار على استخدام الحصان والعربة بدلاً عن السيارة.


وأخيراً أود أن أختم هذه المقالة بنداء للمعماريين "الطينيين" المرغمين باستخدام الطين في هذا العصر أن يبدأوا بأنفسهم ويسكنوا بيوت طينية وأن لا يقصروا استخدامها على استراحات المزارع الفارهة وإذا نجحوا في ذلك يمكنهم اقتراحها كإسكان للفقراء التي إذا استخدمنا لهم الطين في البناء زدناهم فقراً وساهمنا في زيادة الفروق الاجتماعية بين طبقات المجتمع.

هناك تعليق واحد:

الأسلوب القصصي في الكتابة والعروض

تخرجنا من الجامعة بمهاره جيده للكتابة باللغة الإنجليزية والتي تميز خريجين جامعة البترول عن غيرهم والتي ركزت عليها الجامعة في   السنة التحض...